بيان تضامن مع الأزهري المستنير الشيخ محمد عبدالله نصر

بيان تضامن مع الأزهري المستنير الشيخ محمد عبدالله نصر

.
تابعنا بكثير من الأسف المعركة التي دارت خلال الأيام القليلة الماضية بين عدد من رموز المؤسسة الدينية في مصر و"الشيخ محمد عبدالله نصر" حول بعض أراء دينية وفكرية تجديدية أعلنها الشيخ بخصوص ضرورة تنقيح المناهج الدراسية الدينية من مخلفات وفتاوى وعقائد متوارثة يبرأ منها الدين الإسلامي الحق وتأباها الفطرة والعقيدة الإسلامية الصحيحة المستقيمة. وقد أشار الشيخ في أحاديثه وكتاباته إلى بعض هذه المخلفات التراثية وأعطى لها أمثلة جمة تنبأ بأن الأمر جلل والخطب خطير، مثل تلك الفتاوى المتعلقة بأكل لحم الأسير وجواز الاستنجاء بصحائف التوارة والإنجيل وتحريم علوم طبيعية مثل الكيمياء...إلخ.
كما تابعنا ردود أفعال رموز المؤسسة الدينية المصرية على مطالبة الشيخ "عبدالله نصر" بنزع رداء القداسة، فلا قداسة إلا لله وكلمات الله، عن مؤلفات دينية بشرية مثل كتب "البخاري" و"فتاوى ابن تيمية" بسبب ما تحوي من النصوص المسيئة المدسوسة على النبي والكثير من الأخطاء الاستنباطية التي لا يستطيع أن يقبلها عقل مسلم ولا وجدان مؤمن يوقن تمام اليقين بما لهذا الدين الخاتم من سعة أفق وسمو وتنزه عن أمثالها. وقد قام الشيخ "عبدالله نصر" باستخراج وتوثيق ومناقشة هذه النصوص بشكل بحثي مستقيم يقبله العقل ولا يتناسب مع رد الفعل العصبي والتحقيري والمسيئ والذي يتضمن عنفا فكريا صريحا قوبل به من قبل رموز المؤسسة الدينية، وهو عنف فكري نعتبره ليس موجها للشيخ "عبدالله نصر" ولحقه في النقد والتفكير والاجتهاد فقط، بل هو عنف موجه ضد كرامة العلم والعقل والاجتهاد.
وإننا إذ نؤكد تضامننا الكامل مع حق الشيخ "محمد عبدالله نصر" في النقد والتفكير والتعبير ونعلن رفضنا لما قوبل به من رد فعل عنيف وعصبي ومتغطرس من قبل رموز المؤسسة الدينية نتوجه إلى ضمير مجتمعنا بهذه الأسئلة: أليس ما ووجه به الشيخ من اتهامات وازدراء وتحقير من قبل رموز المؤسسة الدينية الإسلامية يعد عقابا ومصادرة على الحق في النقد والتفكير وهو بمثابة ممارسة لكهنوت ديني يرفضه الإسلام ومصادرة على حق عقل المسلم في التساؤل والتحقيق والتفكر الذي أمره به القرآن الكريم؟ وألا يعد هذا الرد تمهيدا للرد الموازي المتوقع في هذه الحالة من قبل جماعات العنف والفاشية الدينية من تكفير وارتكاب جرائم العنف والدم ضد الشيخ المستنير وضد كل من يجهر بالاختلاف؟
أخيرا، فإننا نؤكد على أنه من حق كل مسلم - فما بالك لو كان شيخا أزهريا - في الاجتهاد وفي النقد طالما كان يملك مقومات وأدلة النقد والاجتهاد. ونؤكد على ضرورة أن يجابه الاختلاف بالحوار والنقاش العلمي الأخلاقي المنضبط لا بسلطة السب والتكفير. كما نؤكد على حق الرأي العام المصري كله في الاشتراك في نقاش علمي وعقلاني مستنير، وعلى الحق في تداول أراء وحجج الخصوم المختلفين دون توقع اتهامات من أي نوع أو تكفير وإخراج من الملة أو مصادرة على أي حق من حقوقه.