ملتمس لصاحب الجلالة لوقف حملات التقتيل والإبادة لحيوانات الشوارع بمدينة خنيفرة

 

 

 

 

 

 

نلتمس من جلالتكم بصفتي مواطن من مدينة خنيفرة التدخل عاجلا لوقف حملات التقتيل والإبادة التي ترتكبها السلطات المحلية بمدينة خنيفرة في حق حيوانات الشوارع ، هذه  الحملات التي طالت سنوات عانينا فيها أهوالا فظيعة وترويعا من جراء الوحشية التي نعاينها ونعايشها فجر كل يوم حملة تقتيل .  يقتلون أمام المساجد والمدارس والأطفال غير عابئين لا بقيم ولا أخلاق ولا اعتبارات إنسانية . طيلة عقود التقتيل لم تنتهج السلطات المغربية والمحلية بمدينة خنيفرة أية تدابير إنسانية وحضارية مشرفة كما توجبه المواثيق والتشريعات الدولية لحقوق الحيوانات من تلقيح وتعقيم وإيواء لحيوانات الشوارع في ملاجئ ، بل إن هذه التشريعات الدولية لا تعنيها في شيء وكأننا في المغرب في جزيرة وعالم من ملك السلطات لوحدها لها الحق أن تبيد وتقتل وتروع وليس لنا كمواطنين حق التطلع لنرى هذه المخلوقات تعامل معاملة حضارية وإنسانية ، ونرى سلطات هذا البلد تحترم في حقها ما تمليه التشريعات الدولية .  لقد بلغ من استهتار السلطات بمشاعر مواطنيها أنها تقتل في واضحة النهار وأمام المنازل ونسمع تأوهات وصراخ هذه المخلوقات المسكينة من ألم الرمي بالرصاص ، وكأنها توجه رسالة لمواطنيها : هكذا نعامل الحيوانات في هذا البلد ولا تهمنا مشاعركم ، أليس من حقنا أن نرى ويرى أبناؤنا سلوكا راقيا ومتحضرا في شوارع مدينتهم وبلدهم ، أليس من حقهم أن يروا وهم متوجهين للمدارس ما يرسخ في نفوسهم كل القيم والأخلاق الإنسانية التي نربيهم عليها في المدارس . إن فرق القناصة التي تتجول في الأزقة والشوارع وترمي الحيوانات المسكينة بالرصاص أمام أعينهم وهم يسمعونها وهي تلفظ أنفاسها وتتلوى مدرجة في دماءها لا يمكن لأحد أن يتصور الحالة النفسية التي يعود فيها هذا الطفل للبيت وهو عاين مشاهد دامية مروعة من مناظر الجثث للحيوانات المرمية على جنبات الطرق والدماء التي تنزف من جثث هذه المخلوقات البريئة ، كيف سنربي هؤلاء الأطفال على احترام حقوق الحيوانات والرأفة بها وعلى السلوك المدني الرفيع والقويم وهو يرى فرق القناصة تقتل وتبيد بالرصاص. ماذا تريد السلطات المغربية من أبناءنا ؟ أن تخلق منهم قتلة و مجرمين ؟ إن السلطات المغربية تقتل في أبناءنا إنسانيتهم ، وتئد فيهم براءة الطفولة ، وتجعل من حمل البندقية وإراقة الدماء سلوكا عاديا لديهم ، فماذا ستخلق منهم السلطات المغربية في المستقبل ؟ مشاريع قتلة وإرهابيين ؟ جلالة الملك، لقد كرهتنا السلطات في انتماءنا لهذا البلد وقتلت في نفوسنا آدميتنا وإنسانيتنا بجرائم التقتيل التي أصبحت معتادة كل شهر وطلقات الرصاص التي استأنست بها أذاننا عند كل فجر، وكأننا في حرب …مع من ? مع مخلوقات ضعيفة لا حول لها ولا قوة ، وهذا كله في بلد على مشارف أوروبا . لقد أحالوا حياتنا وعيشنا في هذا البلد إلى جحيم لا يطاق ، فماذا سنفعل يا جلالة الملك  ؟ هل نترك هذا الوطن للسلطات المغربية لتسوده بمنطقها : منطق البنادق والرصاص؟  لو كنا نقدر لفعلنا . نناشدكم يا جلالة الملك الرحمة، الرحمة لهذه المخلوقات التي من حقها أن تشملوها بنظرة والتفاتة ، من حقها علينا ذلك ، ومن حقها علينا التوقير والاحترام والحفاظ على أرواحها وحقها في الحياة كما تملي علينا ذلك قيمنا وأخلاقنا الإسلامية السمحة وثقافتنا وتربيتنا . جلالة الملك لا أسألك شيئا لنفسي بل لهذه المخلوقات التي خلقت بدون صوت ولا حول ولا قوة للدفاع عن نفسها،فكنا لها صوتا ،عسى أن نجد في عطف جلالتكم الملاذ الذي سيؤمن روعتنا وروعتها ويعيد لنفوسنا الأمل بأن تعامل هذه المخلوقات معاملة إنسانية ، وتحظى بالتفاتة من جلالتكم بقوانين لحماية الحيوانات وحظر التقتيل لحيوانات الشوارع ، واحترام السلطات المحلية للمواثيق والتشريعات الدولية وتبني برامج للتلقيح والتعقيم وإيوائها في ملاجئ.                                                                                                                               أملنا يا جلالة الملك أن تقضى حاجتنا لدى جلا لتكم ، وإننا ليس لنا من ملجأ نلجأ إليه إلا كنفكم الشريف  .