تأسيس منبر سياسي عربي " منتدى البعد الخامس " - ناصر قندي

التجمع الشعبي العربي في سوريا

/ #47 لكي نتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود

2013-03-22 07:36

هاني أبونمير‏
لكي نتبيَّن الخيط الأبيضَ منَ الخيط الأسود

في المنعطفات الكبرى لأي مجتمع إذا لم يكن صاحب الرأي ذا خبرة وقدرة على القراءة التحليلية للحدث سنجد أنفسنا كما نحن عليه إزاء ما يجري في سوريا
لن أكتب باسم الموالاة فلست موالياً بالمطلق
ولن أكتب باسم المعارضة لأنني لست معارضا بالمطلق
سأكتب باسم المواطن العادي الذي يعيش كل الحدث بتجلياته وانعكاساته السلبية والايجابية وثأثُّرِه بها
سأكونُ منافقا إذا قلت أن الأمور في سوريا بأحسن حال وأن الشعب السوري لم يعان الكثير من المعاناة من سلطة ما يدعى بالحزب الواحد ( مع تحفظي الشديد على مقولةالحزب الواحد لأن الحزب لم يكن حاكما) ولكن الذي كان يحكم هوالسلطةالأمنية بكل تجلياتها البشعة وقمعها وتسلطها وتجاوزها كل معايير حق الآخر في الوجودوالتعبير عن الرأي والمشاركة في صنع وتقرير مستقبل المواطن والوطن
وسأكون منافقا أيضا إذا لم أؤكد أن النظام السياسي في سوريا ليس آخر الجدران التي لم تهوِ أمام المشروع الصهيوني في المنطقة الذي لا يفوت أي سبيل لتكريس دولة الكيان الصهيوني كأمر واقع يجب الاعتراف به وتطبيع العلاقة معه هذا المشروع الذي يلقى دعما مطلقا من الغرب قاطبة وموافقة مؤكدة من دول الاعتدال العربي والاسلامي التي تسير في ركاب الغرب منذ تشكيلها بعد اتفاقية سايكس بيكواللعينة
وهنا نحن في موقف قد يبدو متناقضا في الشكل فنحن من جهة معارضة لكل اشكال التسلط والقمع والفساد ومن جهة أخرى موالاة للموقف السياسي الذي إذا ساهمنا بإسقاطه وقعنا في ما لا تحمدُ عقباه ولات ساعة مندم
ضمن هذة المعطيات
كيف لي ان اشكل رأيا؟
برأيي الشخصي الأمر بنمنتهى السهولة ( اذا اتفقنا على الانطلاق من المقدمات أعلاه) ألا وهو المزيد من الضغط على النظام السياسي وبكل السبل المدنية المتاحة لكي يحصل المواطن على حقه المشروع في المواطنة بكل حقوقها وواجباتها ومن جهة أخرى عدم تضييع الفواصل والوقوع في موحلة المعارضةالمسلحة المرتبطة بأجندات خارجية همها أن يسقط النظام السياسي الممانع والمقاوم والداعم لحركات المقاومة
ولقد أجرؤ على القول أن الفرصة الآن هي الفرصة الذهبية للوصول إلى الغاية بوجود قائد يطرح نفسه إصلاحيا بامتياز ويقود هذة العملية الاصلاحية بامتياز
ولكن
رب سائل يسأل: هل هوجاد؟ وهل يمكنه بأدواته ( أدوات النظام) أن يحقق هذةالاصلاحات؟ وهل ستدعه قوى الدعم الغربي والعربي للمشروع الصهيوني أن يحقق هذة الإصلاحات؟
والإجابة هنا اذا كنت سأجيب برأيي الشخصي ستكون
1- نعم هوجاد بحسن نية أو بغيرها لأن الاصلاحات تصب في صالحه أولا وتكرسه قائدا وطنيا وشعبيا بامتياز
2- أدواته اذا استندت على آلياتها القديمة التي انتجت كل هذا الكم من الفساد لا يمكن أن تكون إصلاحية ولا يمكن إلا أن تسعى لتكريس سلطتها بالامعان في إظهار المعارضة الشعبية بابشع صورها ولقد أجرؤ على القول ربما يتورط بعضهم في دعم الشغب الحاصل هنا وهناك لتكريس سلطتهم في إظهار شكلانية القضاء على الشغب وإظهار حاجة النظام لهم كأساس للبقاء وعدم السقوط ولقد يؤكد ما أذهب إليه ما فعله بعضهم من سحب ارصدتهم من البنوك الوطنية منذ بداية الحدث السوري ، لكن البديل الذي يمكن أن يكون الأداة الفاعلة والناجعة لتحقيق هذة الاصلاحات هو نحن
نعم نحن الذين نشكل معارضة وموالاة في آن ولنا كل المصلحة بكل ما طرح من إصلاحات وكنا المتضررين من كل تجليات الحكم على مر عقود
3- ولن تدع القوى -التي في مصلحتها ومصلحة مشروعها اسقاط النظام الساسي الممانع والمقاوم – أي وسيلة لإفشال المشروع الاصلاحي الذي يقوده رأس النظام وندعمه نحن الجماهير ذات المصلحة به لأن تحقيق هذة الاصلاحات يعني مزيدا من شعبية النظام ومزيدا من قوته وقدرته على الممانعة والصمود
ولهذا نجد أنه كلما تم التقدم خطوة ما في طريق الاصلاح والقضاء على الشغب والفوضى كلما ازداد السعار الاعلامي والتحريضي على النظام وهذا واضح لا لبس فيه لمن يقرأ ألف باء السياسة
وعلى ما تقدم أعلاه
أجدني أدعو أن نشكل ( نحن) ونحن هم غالبية الشعب السوري أن نشكل جبهتنا الثالثة التي تتميز عن طرفي الصراع البارزين الآن على الساحة السورية ( معارضةمرتبطةتثير الشغب والنعرات المذهبيةوالطائفية وتقومبالقتل وتخريب المنشآت الحكومية- وموالاة شغلها التطبيل والتزمير على عواهنه تضم الكثير ممن هم سببا رئيسيا في ما وصلت إليه الحال )
اما نحن فتضم صفوفنا المعارضة الوطنية التي تطالب وبكل عزم وحزم بحقها المشروع وتعلي مطالبها باصرار ومتابعة وتدعم في آن معا الموقف السياسي للنظام الذي مختصرُه قيادة جبهة المقاومة لكل تجليات المشروع الصهيوني في المنطقة
ونحن لا نطمع ولا نريد أن نسقطالنظام باي شكل من الأشكال
بلى نريد ونؤكد على ان لنا الحق في الرقابة والمشاركة في صنع القرار والتعبير عن الرأي بكل السبل تحت راية الوحدة الوطنية الممانعة
كتبت هذا كمواطن
مواطن يعتقد أن هواجسه ورؤيته تعبر عن هواجس السودا الأعظممن الشعب السوري الأبي الذي كان ومازال وسيبقى الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات وكل تجليات التسلط والقمع ،والعمالة أيضا ،ولعلي قد وفقت في التعبير عن ما أردت مشاركة القارئ به وأنتظر مداخلاتكم