عريضة ضد التعليم عن بعد
رفض مسألة التعليم عن بعد رفضا تاما في هذه الفترة وذلك للأسباب التالية:
· السبب الأول ويتعلق بغياب الشروط المادية واللوجستية والتقنية لانجاح التعليم عن بعد: فالتعليم الحضوري بحد ذاته يعاني عدة مشاكل ونقائص متعلقة بالبنية التحتية وتوفر التجهيزات اللازمة للتدريس ونقص في المدرسين، فما بالك اذا ما تحدثنا عن التعليم عن بعد وما يتطلبه من ضروريات مادية ولوجستية وتقنية لا فقط من جانب الدولة وانما ايضا من جانب طرفي عملية التكوين، اي الأستاذ والطالب.
· السبب الثاني ويتعلق بالأساتذة: اذ ان جزءًا محترما من الأساتذه لم يتلقى تكوينا حول بيداغوجيا التعليم عن بعد ولا يتقن الأساسيات في مجال التكنولوجيا الرقمية، وهذا ليس عيبا ولا تجنيا. كما ان العديد من أساتذتنا قد عبروا بصراحة عن رفضهم لآلية التدريس عن بعد لعدم نجاعتها اكاديميا وبيداغوجيا في الأوضاع الحالية.
· السبب الثالث هو جودة التكوين، اذ لا يمكن للتكوين وفي الظروف المتردية للبلاد عموما ولمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي خصوصا، ان يتحقق وان يحقق اهدافه.
· السبب الرابع والأهم ويتعلق بمبدأ تكافئ الفرص بين الطلبة: اذ أن من حق الطلبة أن يحظوا بفرص متكافئة في دراستهم وتعليمهم، بغض النظر عن الفئات والطبقات والأوساط الاجتماعية والثقافية التي ينحدرون منها. فحق التعليم ومبدأ تكافئ الفرص يشكل أحد الأعمدة الأساسية لمجتمع عادل، وضرب هذا المبدأ هو أيضا ضرب لأحد المصاعد الاجتماعية التي قد تمكن الطلبة بعد تفوقهم وتحصيلهم لشهاداتهم من النهوض بأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية وأوضاع اسرهم كذلك.
حسب الأرقام الرسمية لوزارة تكنولوجيا الاتصال والمعهد الوطني للاحصاء، فقط 33،08% من البيوت فيها جهاز حاسوب، العائلات التي تتصل بالانترنات لا تتجاوز 44,5% سنة 2017، فقط 28،75% منهم لهم اتصال متواصل بالانترنات (adsl) .. كذلك فإن هذه النسب تخفي تفاوتا كبيرا بين الجهات، مثلا: تونس والتي تعتبر ولاية "محظوظة" فيها 46.86% لهم اتصال بالانترنات في حين ان القيروان مثلا 10،38% فقط.
هذا يعني ان نصف العائلات التونسية تقريبا مازالت خارج تغطية الانترنات، وبالتالي فإن أبناءها من الطلبة مستثنون من عملية التدريس عن بعد، وأن الاتصال بالانترنات في ما يخص النصف الآخر في معظمه ضعيف ومتقطع ولا يمكن أن يؤمن دروسا دورية ومنتظمة عن بعد.وبما ان هذه النسب هي نسب عامة وتخفي تفاوتا ككبيرا فإن الوضعية تتفاقم بلا شك في بعض الولايات.
لقد رفضنا بناءًا على هذه الأسباب آلية التعليم عن بعد كمخرج لانقاذ السنة الجامعية، ولكن هذا لا يعني بتاتا رفضنا للتعليم عن بعد من حيث الأصل والمبدأ اذا ما توفرت شروطه، وقد وضحت الرفيقة الأمينة العامة وردة عتيڨ في اللقاء التلفزي البارحة (بتاريخ 31/03/2020) هذه المسألة.
ممثلة الطلبة عن مرحلة الاجازة تواصل مع كاتب العريضة
إعلان من مسؤول إدارة هذا الموقعأغلقنا هذه العريضة وقمنا بإزالة المعلومات الشخصية للموقعين.يتطلب النظام العام لحماية البيانات (GDPR) التابع للاتحاد الأوروبي وجود سبب مشروع لتخزين المعلومات الشخصية وأن يتم تخزين المعلومات لأقصر فترة ممكنة. |