محاكمة الجزيرة

قناة الجزيرة كنا نتمناها أن تكون قناة العرب والمسلمين،كما عشنا هذا الشعور حقيقة عند انطلاقتها الأولى مع ما رسمته من خطوط بدت في مجملها ناصرة لقضاياالأمة العربية. والإسلامية،بحيث غدا لا تجد حدثا في المنطقة صغيرا كان أو كبيراإلا تجد قناة الجزيرة في مقدمة هذا الحدث تغطية ومتابعة وتحليلا،تتابعت الأحداث وتطور ت فكان الربيع العربي،وماأجمله من ربيع حقاً،إنه ربيع الأمة العربية الصادقة في حمل لواء المقاومة والذود عن ثغورها وفضح مؤامرة المتشدقين بالدفاع عن قضايا المستضعفين والمحرومين...إذ لولاهذا الربيع المبارك -الذي أتى بعكس ما أراد له المريدون-لما سقطت الأقنعة ولما كشرت الجزيرة عن أنيابها وأظهرت حقدهاالدفين الذي أخفته طول هذه السنين لكل القضايا العادلة التي آمن بها شرفاء هذه الأمة وناصر ها بكل ما أوتوا من عزم وقوة، ويأتي في مقدمة هذه القضايا قضية الأمة الأولى وهويتها الحقيقية فلسطين المحتلة، فعلى شرف فلسطين تم إسقاط مبارك وزين العابدين وقتل القذافي وتنحية صالح...لتكتمل مؤامرة الجزيرة وتنتقل بمعركتها الحقيقية-التي تنوب فيها عن الكيان الغاصب- وتوجه سهامها الحاقدة صوب صدور الذين طال صبرها عليهم وطال انتظارها لهم،إلى دول المقاومة والممانعة،إلى الذين باعوا راحتهم وأرواحهم من أجل أن يعيش الإنسان العربي حرا أبي،فأطلقت العنان لإعلانها المنفوث بالحقد والكراهية لتعيث في أرض الشام والعراق ... فسادا وقتلا وتشريدا،فهنيئا لك سوريا الصامدة الأبية، على أبوابك وأسوارك سقط الخانعون وطفح كيل الماردين وضاقت صدور الحاقدين والمنافقين...بعدا وسحقا للجزيرة والعربية ومن دار في فلكهما،وتحية ملؤها الإكبار والإجلال لكل شرفاء هذه الأمة ومقاومتها.