طلب إعادة النظر في التعديل الدستوري بخصوص طمس الحقائق التاريخية
هذه العريضة مكتوبة من طرف مجموعة من الشباب الجزائري الغيور على الجزائر أرض الشهداء و التضحيات من اجل طلب إعادة النظر في نص هذا التعديل الدستوري،وفق ما تسمح به الأطر القانونية
حيث أنه و بالإطلاع على فحوى هذا الدستور لاسيما ديباجته ، نلاحظ و بكل وضوح سرده لبعض المغالطات التاريخية خاصة ما تعلق منها بالفترة النوميدية التي اعتبرها كبداية لتاريخ الجزائر و الذي تنص كل المراجع التاريخية بخلافه ،بل امتدت المغالطات الى إغفال التاريخ الفعلي لتأسيس دولة الجزائر ،و المتمثل في العهد البونيقي الذي يعتبر تأسيسيا لدولة الجزائر الحديثة بشهادة عديد المؤرخين و الجوالة و ساسة العالم آنذاك،
و تعمد إغفال و طمس حقبة امتدت إلى أكثر من عشرة قرون يجعل هذا الدستور يتنافى و يفتقد لثقافة الدولة ( la raison d'État ) التي تستوجب أن يكون الدستور جامعا عادلا و معول بناءٍ ،حيث أنه كان من الصواب ،بل و من الواجب على من صاغ ديباجته أن لا يحرم شهداء تلك الفترة من حقهم في الإستذكار و التبجيل من طرف الأجيال القادمة ،عرفانا لهم لما قدموه فداءا لحرية هذه الأرض و ازدهارها ،
و هذا ما توثقه و تؤكده عديد المصادر و المراجع و الشهادات التاريخية بدءا من المؤرخ الشهير هيرودوت إلى الباحث H.E.Buttler , خصوصا في كتابه Salluste Oxford, 1921، الكاتب الألماني Ludvig Müller في كتابه " numismatique" ،الكاتب الروماني Tite-Live، المؤرخ و المستشار الفرنسي Gaston BOISSIER في كتابه " l'Afrique romaine" طبعة 1895،كتاب "Les puniques " المجلد الثالث للقنصل و الخطيب الشاعر الروماني Silius Italicus، الكاتبة Madeleine de Scudéry في كتابها بعنوان " Les femmes illustres" , 1642، الكاتب Pierre Corneille المعروف في كتابه بعنوان , , sophonisbe , acte 5 , scène 4 ...الخ وقائمة المؤرخين الذين تناولوا هذه الحقبة بالدراسة و التأريخ طويلة و من مختلف المدارس و الأزمنة ،إتفقوا في المجمل على أن الجزائر بونيقية و لها تاريخ حافل و مشرف بالبطولات خصوصا إبان حكم الملك صيفاقس،
بل و إن الفترة النوميدية بملكها ماسنسن هي الفترة التي عرفت فيها هذه الدولة الانحطاط و الخنوع للغازين الروم جراء خيانة حاكمها آنذاك...
و عليه نلتمس من كل غيور على الجزائر و تضحيات شهدائها الأبرار و على بونيقية هذه الأرض ،عروبتها و إسلامها ، ان يسجل نفسه في هذه العريضة من أجل إيداعها لدى المجلس الدستوري و كذا مجلس الدولة من أجل إعادة النظر في هذا التعديل الدستور الذي تعتري ديباجته مثل هذه المغالطات
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار
رحم الله الفريق الصدر أحمد قايد صالح
أحفاد الملك صيفاقس ،عقبة بن نافع و الأمير عبدالقادر تواصل مع كاتب العريضة