اللغة العربيّة هي اللغة الرسمية للبلاد التونسيّة
نحن الممضين أسفله أساتذة ومثقفين ومواطنين تونسيين حريصين على وحدة هذا البلد واستقراره وضمان تطبيق القانون ودستور البلاد في كلّ شبر منها نستنكر فتح المؤسّسات التابعة للدولة التونسيّة للجمعيّات الداعية إلى إحلال اللهجات التونسيّة محلّ العربيّة الرسميّة والهادفة استراتيجيّا إلى فصل الوطن لغويّا عن محيطه الجغرافيّ والحضاريّ
ونعتبر ذلك خروجا واضحا عن الاختيارات التاريخيّة للدولة التونسيّة قبل الحماية واختيارات الدولة الوطنيّة دولة الاستقلال واعتداء صريحا على دستور البلاد التونسيّة في نسختيه الملغاتين وفي نسخته الأخيرة، وتمهيدا لتغيير العلم والنشيد الرسميّ المكتوب بالعربيّة الرسميّة.
ونحن وإن كنّا لا ننكر أهميّة المحافظة على ثرائنا اللغويّ والثقافيّ باعتبار لهجاتنا العربيّة جزءا لا يتجزّأ من حياتنا اليوميّة، كسائر الأمم والشعوب الأخرى، فإن ادّعاء أنّها لغة مستقلّة عن العربيّة ومحاولة فرضها لغة رسميّة للبلاد التونسيّة إنّما هو تطبيق للمشروع الاستعماريّ الذي قاومته الحركة التحريريّة ومن شأنه ضرب الوحدة الوطنيّة للبلاد وعزلها عن محيطها التاريخيّ والحضاريّ والثقافيّ، وتحطيم المؤسّسات التربويّة وفصلها عن تراثها الحضاريّ، وفتح الباب للهيمنة اللغويّة الخارجيّة ولصراعات وفتن داخليّة نحن في غنى عنها، خاصّة في ظروفنا السياسيّة الاقتصاديّة والعالميّة الحاليّة والتي تتطلّب كثيرا من الحذر والتضامن واجتناب كلّ ما يحدث الخلاف التفرقة.
ونطالب بمساءلة المسؤولين عن المؤسّسات العموميّة والرسميّة التي سمحت بمثل هذه الدعوات والعمل على توعيتهم بالتمييز بين النشاط الثقافيّ العاديّ والمحافظ على ثراء تراثنا الثقافيّ واللغويّ وبين الأنشطة السياسيّة المغرضة ذات الامتدادات الخارجيّة والمعارضة لقوانين البلاد ولالتزاماتها الدوليّة والإقليميّة؛ وذلك دون المسّ من الحرّيّات الأساسيّة.
وندعو الدولة التونسيّة ممثلة في وزارات السيادة وزارة الثقافة ووزارتي التربية والتعليم العالي وبقية الوزارات المعنيّة إلى المحافظة على العربيّة الرسميّة والدفاع عنها ضدّ محاولات ابتذالها وتغييبها المقصود في الخطاب الثقافي والتربوي والإعلامي التونسي.
مواطنون تونسيون تواصل مع كاتب العريضة