اهيب بالجميع،افرادا جمعيات نقابات واحزاب،المشاركة في التوقيع على هذه العريضة المرفوعة الى وزارة الثقافة بخصوص انقاذ الموقع التراثي المعماري "بيدلا"،ومشاركتها على صفحاتهم وعلى باقي صفحات المجموعات والم

الى السيد وزير الثقافة المحترم تحية ثقافية فنية وتراثية وبعد، يعبر التراث،الذي هو مجموع نتاج الحضارات السابقة التي يتم وراثتها من السلف الى الخلف،عن مجموع التاريخ المادي واللامادي لحضارة معينة منذ اقدم العصور،لذلك يجب ان يحظى باهتمام كبير وباهمية استثنائية،نظرا للاعتبارات التالية ولغيرها: ∞ لكونه رافدا اساسيا في التنمية المحلية الشاملة. ∞ لانه يحافظ على الهوية والشخصية المحلية والوطنية. ∞ لاعتبار الظرفية العالمية التي تعيشها الدول زمن العولمة. ∞ للوضعية المقلقة التي اصبحت تتهدده. ∞ لقيمته التي لا تقدر بثمن. لذلك نتوجه اليكم بهذه المذكرة المطلبية علنا نجد الاذان الصاغية والعقول المتفهمة والقلوب الوطنية،واملنا ان نلقى التفهم الكامل والالتفاتة المتبصرة والارادة القوية،للقيام بمشروع جاد للترميم والمحافظة،ولاخراج هذا الموروث الوطني الحضاري (موضوع المذكرة) من دائرة الاهمال،وذلك للاعتبارات التالية : ∞ المهمة التي تناط بمديرية التراث الثقافي،من"سهر على حماية التراث المعماري والاثري والاثنوغرافي والمتحفي،ومختلف الثروات الفنية الوطنية والحفاظ عليها وترميمها وتعهدها والتعريف بها". ∞ اعادة الاعتبار لهذا الارث المعماري الاركيولوجي،نظرا لما سيساهم به في اغناء للذاكرة الوطنية. ∞ اخراج هذا الجزء من المغرب من العزلة التي يعانيها. ∞ استغلال هذا الارث الحضاري والثقافي في تشجيع السياحة الثقافية،وخلق فرص للشغل بالمنطقة. ∞ تنمية الاقتصاد الوطني بانجاز مشاريع تجذب السياح المغاربة والاجانب،كون هذا الموقع يوجد على الطريق الرئيسية الرابطة بين العاصمتين التاريخيتين للمغرب:فاس ومراكش;اذ يقع على بعد 7كيلومترات من مركز الجماعة القروية لايت اسحاق (اقليم خنيفرة). تعتبر الزاوية الدلائية من الزوايا التي لعبت دورا هاما في التاريخ العلمي والسياسي للمغرب.فقد اورد محمد بن الطيب القادري في مؤلفه"نشر المثاني لاهل القرن الحادي عشر والثاني"،خلاصة مفادها انه "لولا ثلاثة لانقطع العلم بالمغرب في القرن الحادي عشر،لكثرة الفتن التي طهرت فيه،وهم:محمد بن ناصر في درعة،وسيدي محمد بن ابي بكر الدلائي في الدلاء،وسيدي عبد القادر الفاسي بفاس". كان تاسيسها حوالي سنة 1566م/974ﻬ من طرف الشيخ ابي بكر بن محمد بن سعيد الدلائي،لذلك كانت تدعى ايضا "الزاوية البكرية".وقد بلغت شأوا بعيدا في المضمار العلمي والديني،ولها الفخر ان يعد الحسن اليوسي واحمد المقري ومحمد العربي الفاسي من تلاميذها،وان تحوي 1400 سكن للطلبة ومكتبة تتضمن الاف المجلدات وفصل خاص بالفتيات. اسست هذه الزاوية امارة كبيرة شمال نهر ام الربيع،وربطت علاقات دبلوماسية مع فرنسا وهولندا وانجلترا. لكن واقعها الحالي،كارث معماري واركيولوجي وثقافي،يرثى له ويزدرى به.فقد اصبح في حالة مزرية:دمرت الاسوار،وتراكمت اكوام الطوب والحجارة من دون حارس.تحولت الى مرتع للرعاة والمتسكعين،ومرعى خصب للاغنام وماعز المنطقة.تتاكل يوما بعد يوم،وينهار ما تبقى واقفا منها.وحدها بقايا صومعة الى جانب مجموعة من الاقواس هي ما استطاع ان يقاوم غدر الطبيعة وهمجية الانسان ولا مبلاة المسؤولين.والى حين ان تلقى العناية اللازمة،يظل جزء من معالمها واسرارها مطمورا تحت الارض ينتظر من يميط عنه اللثام بواسطة الحفريات والابحاث الاركيولوجية والبحث والتنقيب. نطالبكم السيد الوزير بانقاذ هذا التراث الوطني من الضياع،ولكم فائق عبارات التقدير والاحترام.    

تيدلا1.jpg