لننقذ بلادنا قبل فوات الأوان

 

لم تعرف تونس وضعية كارثية إلى هذا الحد من قبل . لا شيء على حاله في تونس منذ أن مسكت النهضة مقاليد الحكم في 23 أكتوبر 2011. نحن اليوم على بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات التشريعية التي ستكون حاسمة ـ وعلى بعد أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية التي لن تقل أهمية. مع الأسف، في هذه الوضعية السابقة للانتخابات، يبدو المناخ السياسي العام  لا يبشر بأي خير و لا يساعد على تهدئة قلقنا و توجسنا من مستقبل البلاد الضبابي . هذا التنافر الذي يحكم العلاقة بين جميع الأطراف السياسية بل والذي يسيطر على الجو الداخلي لهذه الأطراف أيضا ، حتي التي تدعي في خطابها الحداثة و الديمقراطية و المساواة ، يجعلنا نخاف أكثر فأكثر على الانتخابات القادمة خاصة و مستقبل تونس عامة .النتائج الاقتصادية الكارثية متمثلة في ارتفاع نسبة البطالة و ارتفاع حجم التداين -على سبيل المثال-  كتقييم موضوعي لحكم النهضة منذ 23 أكتوبر 2011 جاءت مصاحبة أيضا لمجموعة من النكسات على عدّة مستويات أخرى مثل الاغتيالات السياسية و ظهور الحركات الجهادية الإرهابية و تسفير مئات الشباب التونسي (هذا ان لم نقل آلافا) للقتال في سوريا تحت مسمى"الجهاد" ، و تجنيد مراهقات تونسيات لما يسمى "جهاد النكاح" ، كل هذا اضافة الى سقوط صورة تونس دولياً و جعلها مجرد  أداة في سياسات بعض دول الخليج

هذا المشهد الكارثي خلق نوعاً من الارتباك العام عند المواطنين و خصوصاً المواطنات.  واليوم ، أصبح من واجبنا الوطني أن نقوم بالمستحيل للحيلولة دون إعادة فاجعة أكتوبر 2011 .  من أجل ذلك ، يتحتم على القوى الديمقراطية التي تؤمن بالمساواة و التقدم أن تتجاوز اختلافاتها و أن تتحد في جبهة انتخابية واحدة لضمان فوز القوى التقدمية . و لهذا السبب بالذات لم نكف منذ سنة عن طلب الوحدة ، لأن تقدم الديمقراطيين للانتخابات ضمن قائمات متناثرة و متفرقة سيخدم "حركة النهضة" في حين يواجه الإسلام السياسي، بعد ان قام الربيع العربي بتعريته، وضعا صعبا في 2011المنطقة . فمن يا ترى يرغب في أن تحكمنا النهضة خمسة سنوات أخرى ؟؟! انها لضرورة قصوى ألا نتركهم يكملون مخططهم التدميري و التخريبي الذي بدؤوا في تنفيذه منذ 23 اكتوبر .

لننقذ بلادنا قبل فوات الأوان !